الدكتور نبيل المظفري facebook

لصق الكود

الاثنين، 22 أغسطس 2011

الشعب الليبي شعب عظيم يستحق منا التحية



        منذ شباط سنة 2011 ، والشعب الليبي يخوض نضالا مسلحا ضد نظام جثم على صدر شعبه منذ أيلول 1969 وحتى يومنا هذا، وقد واكب هذا النضال الثورات السلمية التي شهدتها البلدان العربية، ويعد الثورة الليبية جزءٌ من تلك الثورات بدأت شرارتها من تونس، إلا أن المختلف بينهما، إن الشعب الليبي قد اضطر إلى حمل السلاح للدفاع عن نفسه، وإلا فإن النظام الليبي وكتائبه كانوا يريدون لهذا الشعب أن يباد، وهنا نذكر الدور الايجابي لحلف شمالي الأطلسي الذي تبنى مسؤولية حماية الشعب الليبي من الجو وبالفعل لولا تدخل الناتو لكان النظام قد ارتكب جرائم الإبادة الجماعية في بنغازي وغيرها من المدن الليبية. وبالعودة مرة أخرى إلى الشعب الليبي فانه قد اظهر عظمته بمواصلته النضال بالرغم من الظروف الصعبة التي مر بها وصبره الطويل إذ مر أكثر من ستة أشهر على انطلاقة الثورة وهذا الشعب يخوض المعارك الشرسة ضد كتائب القذافي بإمكانيات بسيطة وأسلحة لا توازي العدة العسكرية للنظام، لقد اثبت الشعب الليبي من خلال ثواره بأنه شعب شجاع لا يخشى الموت بدليل الاستمرار في القتال ضد الدكتاتورية تحت كل الظروف، فكل ذلك يحسب لصالح هذا الشعب وها هو اليوم يأكل ثمرة نضاله بسقوط الطاغية معمر القذافي واختبائه في دار أو بيت أو زنقة كجرذ الذي طالما وصف الثوار بالجرذان ووعد بملاحقتهم زنقة زنقة. ومما يحسب أيضا لصالح الشعب الليبي انه لم يعمد إلى نهب مؤسسات الدولة بل على العكس فان الشعب الليبي تولى مسؤولية حماية المؤسسات العامة والخاصة، وإذا حدث خروقات بسيطة هنا أو هناك مثل مقتل بعض الأشخاص أو سرقة بعض الأشياء فهي أمور بسيطة لا تذكر وجاءت بعد الضغط النفسي وحالات التعسف الذي تعرض له الشعب والثوار خلال هذه الأشهر العصيبة للثورة وحتى إن الثوار قد تعاملوا بكثير من المدنية مع المسؤولين الذين تم اعتقالهم مثل سيف الإسلام ومحمد القذافي. وعلى كل لا يزال أمام الليبيين الكثير للعمل من اجل ليبيا ديمقراطية مدنية ولكن الدلائل تشير إلى أن الشعب الليبي شعب عظيم بشجاعته وفضله وقيمه وتسامحه، فانه سوف يتجاوز كل التحديات بسهولة ولاسيما إن البنية التحتية لليبيا لم تتعرض للدمار كما حدث في العراق وليبيا تمتلك اقتصادا قويا وموارد اقتصادية كبيرة فان ليبيا ستستعيد عافيتها إذا لم يتم سرقة ثورتها كما حدث في العراق على الرغم من أن هناك فارقا في المقارنة بين الحالتين مع تشابه الأنظمة الدكتاتورية في كلا البلدين لان الأخيرة أي العراق قد تعرض إلى تدمير بنيته التحتية بفعل الاحتلال والنظام الصدامي والإرهاب ووصول نخبة إلى السلطة السياسية فيه لم تضع مصلحة البلاد ضمن أولوياته هذا اقل ما يقال . ومع هذا وذاك فان ليبيا أيضا بعد نظام القذافي يهددها خطرين لابد لهذا الشعب أن يدرك مخاطرهما وهما الاقتتال الداخلي ولاسيما الاقتتال القبلي لان المجتمع الليبي إلى حد بعيد نظام قبلي، أما الخطر الثاني فيتمثل بالتيار الإسلامي المتشدد في حالة وصوله إلى السلطة أو شق هذا التيار عصا الطاعة على السلطة السياسية في طرابلس. وعلى كل حال فان الشعب الليبي قد اثبت للعالم بأنه شعب مناضل وجلد يستحق منا كل الاحترام وتحية لهذا الشعب العظيم ومبارك لهم وللعالم الحر ثورة ليبيا.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق