الديمقراطية النيابية
الديمقراطية النيابية نظام سياسي يقوم الشعب في ظله بانتخاب ممثلين عنه لمراقبة أعمال الحكومة ومصادقة قراراتها وسن القوانين بالشكل الذي يتفق مع رغبة ومصالح الناخبين ، وتسمى بالديمقراطية النيابية لان الشعب لا يصوت على الإجراءات والقوانين الحكومية بل ينتخب نواباً يقررون عنهم . وعادة تسمى المجالس المنتخبة بمجلس النواب أو الجمعية الوطنية وهي تمثل السلطة التشريعية والرقابية في البلاد . ووظيفتها :
1- المصادقة على تشكيلة السلطة التنفيذية .
2- سن الدستور في حالة عدم وجوده مسبقاً ، أو تعديله في حالة وجوده إذا اقتضت المصلحة الوطنية العليا .
3- تشريع القوانين العامة .
4- تعديل ومصادقة القوانين والقرارات التي تصدرها السلطة التنفيذية .
5- مراقبة ومتابعة أعمال الحكومة .
6- حجب الثقة عن الوزراء ، أو الحكومة بأكملها في حالة التقصير أو تعريض مصلحة المواطن أو البلاد للخطر .
مزايا الديمقراطية النيابية
1- سهولة تطبيق الديمقراطية المباشرة في أية دولة في العالم ، بغض النظر عن حجمها السكاني .
2- فضلاً عن المساهمة الفعالة للنواب في مناقشة وطرح القضايا المختلفة سواء في مجال اختصاصه أو غير ذلك ، إذ من الممكن الاستفادة من اختصاصات النواب بشكل مباشر في اللجان المختلفة التي يتألف منها مجلس النواب .
3- إن النائب يتم اختياره من قبل أبناء منطقته ، وبذلك سيكون له دور كبير في إيصال صوت ناخبيه إلى السلطة التنفيذية وبشكل أسرع وأدق ، دون حدوث أية فوضى .
4- نتيجة لقرب النائب من السلطة التنفيذية بحكم العلاقة بين السلطتين ، فانه سيكون على علم بما يصدر من قرارات وقوانين ، وتكون موضع اهتمامه على عكس الديمقراطية المباشرة إذ أن هناك أعداد كبيرة من السكان غير آبهين بالسلطة ومراكز صنع القرار.
5- إمكانية اعتماد السرية في بعض المسائل والقرارات الحساسة في النظام الديمقراطي النيابي ، وذلك لقلة أعداد النواب ووجودهم في مكان واحد ، مما يسهل عملية المحافظة على أسرار الدولة والحيلولة دون تعرضها للخطر .ٍٍ
6- ٍسهولة الوصول إلى القرارات التي تحقق المصلحة العامة خلافا للديمقراطية المباشرة وذلك باعتماد الحوار المنظم والأخذ برأي الأغلبية بعد المناقشة والاستفادة من الآراء المعارضة والمتحفظة .
7- سهولة جمع النواب عند الضرورة وحتى في الاجتماعات العادية ، في الوقت الذي يحتاج ذلك إلى وقت طويل في الديمقراطية المباشرة لانشغال الناس بأعمالهم الخاصة ، في حين يكون النائب متفرغاً لأعمال المجلس حصراً .
8- سرعة اتخاذ القرار في الحالات الطارئة كالحروب والكوارث الطبيعية ، ويتعذر ذلك في الديمقراطية المباشرة .
ومن الناحية التاريخية ، فان هذا شكل من الديمقراطية طبقت في المجتمعات الحضرية القديمة . ففي حضارة بلاد الرافدين كان يوجد في كل مدينة مجلس استشاري لمناقشة الأمور المتعلقة بأحوالها العامة في المدينة وما يحيط بها من مخاطر وعلاقاتها مع المدن المجاورة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وقد شاعت الديمقراطية النيابية في العصور الأخيرة . وفي الحقيقة إذا ما أريد أن يكون هناك نظام ديمقراطي في مجتمعاتنا التي أعدادها في اطراد مستمر ومنتشرين على مساحات شاسعة ضمن جغرافية البلاد السياسية ، واختلاف أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ، فالأفضل تطبيق الديمقراطية النيابية .
يختلف النظام الديمقراطي من دولة إلى أخرى حسب مفهوم الدولة للديمقراطية وبما يتناسب مع الوضع الاجتماعي في البلاد ، وان هناك عدة أنواع للديمقراطية النيابية نفسها منها الديمقراطية الليبرالية (الحرة) ، والديمقراطية غير الليبرالية (غير الحرة) ، فالديمقراطية الليبرالية شكل من أشكال الديمقراطية تكون فيها السلطة الحاكمة خاضعة لسلطة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات وتضمن للشعب حقوقاً لا يمكن انتهاكها . أما الديمقراطية غير الليبرالية فهي شكل من أشكال الديمقراطية لا توجد فيها حدود تحد من سلطات النواب المنتخبين ليحكموا كيفما يشاءوا .