الدكتور نبيل المظفري facebook

لصق الكود

الاثنين، 16 مايو 2011

من اشكال الديمقراطية الديمقراطية النيابية

الديمقراطية النيابية
       الديمقراطية النيابية نظام سياسي يقوم الشعب في ظله بانتخاب ممثلين عنه لمراقبة أعمال الحكومة ومصادقة قراراتها وسن القوانين بالشكل الذي يتفق مع رغبة ومصالح الناخبين ، وتسمى بالديمقراطية النيابية لان الشعب لا يصوت على الإجراءات والقوانين الحكومية بل ينتخب نواباً يقررون عنهم . وعادة تسمى المجالس المنتخبة بمجلس النواب أو الجمعية الوطنية وهي تمثل السلطة التشريعية والرقابية في البلاد . ووظيفتها :
1-  المصادقة على تشكيلة السلطة التنفيذية .
2-  سن الدستور في حالة عدم وجوده مسبقاً ، أو تعديله في حالة وجوده إذا اقتضت المصلحة الوطنية العليا .
3-  تشريع القوانين العامة .
4-  تعديل ومصادقة القوانين والقرارات التي تصدرها السلطة التنفيذية .
5-  مراقبة ومتابعة أعمال الحكومة .
6- حجب الثقة عن الوزراء ، أو الحكومة بأكملها في حالة التقصير أو تعريض مصلحة المواطن أو البلاد للخطر . 
مزايا الديمقراطية النيابية
1-  سهولة تطبيق الديمقراطية المباشرة في أية دولة في العالم ، بغض النظر عن حجمها السكاني .
2- فضلاً عن المساهمة الفعالة للنواب في مناقشة وطرح القضايا المختلفة سواء في مجال اختصاصه أو غير ذلك ، إذ من الممكن الاستفادة من اختصاصات النواب بشكل مباشر في اللجان المختلفة التي يتألف منها مجلس النواب .
3- إن النائب يتم اختياره من قبل أبناء منطقته ، وبذلك سيكون له دور كبير في إيصال صوت ناخبيه إلى السلطة التنفيذية وبشكل أسرع وأدق ، دون حدوث أية فوضى .
4- نتيجة لقرب النائب من السلطة التنفيذية بحكم العلاقة بين السلطتين ، فانه سيكون على علم بما يصدر من قرارات وقوانين ، وتكون موضع اهتمامه على عكس الديمقراطية المباشرة إذ أن هناك أعداد كبيرة من السكان غير آبهين بالسلطة ومراكز صنع القرار.
5- إمكانية اعتماد السرية في بعض المسائل والقرارات الحساسة في النظام الديمقراطي النيابي ، وذلك لقلة أعداد النواب ووجودهم في مكان واحد ، مما يسهل عملية المحافظة على أسرار الدولة والحيلولة دون تعرضها للخطر .ٍٍ
6- ٍسهولة الوصول إلى القرارات التي تحقق المصلحة العامة خلافا للديمقراطية المباشرة وذلك باعتماد الحوار المنظم والأخذ برأي الأغلبية بعد المناقشة والاستفادة من الآراء المعارضة والمتحفظة .
7- سهولة جمع النواب عند الضرورة وحتى في الاجتماعات العادية ، في الوقت الذي يحتاج ذلك إلى وقت طويل في الديمقراطية المباشرة لانشغال الناس بأعمالهم الخاصة ، في حين يكون النائب متفرغاً لأعمال المجلس حصراً .
8- سرعة اتخاذ القرار في الحالات الطارئة كالحروب والكوارث الطبيعية ، ويتعذر ذلك في الديمقراطية المباشرة .
         ومن الناحية التاريخية ، فان هذا شكل من الديمقراطية طبقت في المجتمعات الحضرية القديمة . ففي حضارة بلاد الرافدين كان يوجد في كل مدينة مجلس استشاري لمناقشة الأمور المتعلقة بأحوالها العامة في المدينة وما يحيط بها من مخاطر وعلاقاتها مع المدن المجاورة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ، وقد شاعت الديمقراطية النيابية في العصور الأخيرة . وفي الحقيقة إذا ما أريد أن يكون هناك نظام ديمقراطي في مجتمعاتنا التي أعدادها في اطراد مستمر ومنتشرين على مساحات شاسعة ضمن جغرافية البلاد السياسية ، واختلاف أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية ، فالأفضل تطبيق الديمقراطية النيابية .
       يختلف النظام الديمقراطي من دولة إلى أخرى حسب مفهوم الدولة للديمقراطية وبما يتناسب مع الوضع الاجتماعي في البلاد ، وان هناك عدة أنواع للديمقراطية النيابية نفسها منها الديمقراطية الليبرالية (الحرة) ، والديمقراطية غير الليبرالية (غير الحرة) ، فالديمقراطية الليبرالية شكل من أشكال الديمقراطية تكون فيها السلطة الحاكمة خاضعة لسلطة القانون ومبدأ الفصل بين السلطات وتضمن للشعب حقوقاً لا يمكن انتهاكها . أما الديمقراطية غير الليبرالية فهي شكل من أشكال الديمقراطية لا توجد فيها حدود تحد من سلطات النواب المنتخبين ليحكموا كيفما يشاءوا .

الأربعاء، 11 مايو 2011

من اشكال الديمقراطية

الديمقراطية المباشرة
     الديمقراطية المباشرة هي نظام يصوت الشعب فيه على القرارات الحكومة مثل المصادقة على القوانين أو رفضها ، وتسمى بالديمقراطية المباشرة لأن الشعب في ظلها يمارس بشكل مباشر سلطته في صنع القرار دون وسطاء أو نواب ، وتعد الديمقراطية المباشرة الصورة المثالية للديمقراطية الحقيقية ، إذ أن الشعب هو الذي يصادق بنفسه على القوانين والدستور ، وهو الذي يدير مفاصل السلطة . لكنه من الصعب جداً تطبيق هذا النظام على مستوى دول ، وتكمن تلك الصعوبة في العيوب التي تلازمه ، وهي :
1- إن مرافق الدولة ومفاصل السلطة فيها متعددة ومختلفة في اختصاصاتها ، وتتطلب خبرات متخصصة للإدارة واتخاذ القرار .
2- إن النسبة السكانية عادة تكون في الدولة كبيرة ، ومن المستحيل جمع الشعب في مكان واحد لإبداء أرائهم أو التصويت على قرار ما . وبذلك فان الديمقراطية المباشرة لا يمكن تطبيقها على اقل الدول سكاناً في العالم في يومنا هذا .
3- إن اهتمامات الجماهير بالسلطة وصنع القرار نسبية ، فغالباً لا يوجد اندفاع شعبي عام بهذا الجانب ، وبالتالي لا يمكن الاطمئنان إلى القرارات التي يتم التوصل إليها ، في ظل غياب البعض وعزوف البعض الآخر عن المشاركة في السلطة واتخاذ القرار .
4- إن الديمقراطية المباشرة تتطلب العلانية في المناقشات والتصويت على القرارات مهما كانت تلك الأمور حساسة ودقيقة وتتطلب السرية ، مما قد تعرض الدول للمخاطر .
5- الديمقراطية المباشرة قد تؤدي إلى تأثير بعض الشخصيات المتنفذة على عامة الشعب ودفعهم باتجاهات تحقق رغبات شخصية بعيداً عن المصلحة ، ولاسيما أن في المجتمع الواحد ثقافات واديان واتجاهات مختلفة ، فضلاً عن إن درجة الثقافة والوعي تختلف من شخص لآخر . 
       ومن هذا المنطلق فان الديمقراطية المباشرة لا يمكن تطبيقه إلا في المجتمعات الصغيرة، مثل المجتمع القبلي ، أو القرية ، أو بعض المنظمات والنقابات الفرعية .
      وعلى الرغم من إن الديمقراطية المباشرة ، يصعب تطبيقها على مستوى الدول سواء أكانت تلك الدول صغيرة أم كبيرة ، إلا أننا نجد بعض مظاهر الديمقراطية المباشرة في بعض الدول ، إلى جانب الديمقراطية النيابية ، كالاستفتاء الشعبي ، إذ يتم استفتاء الشعب حول بعض المسائل المهمة والجوهرية كالاستفتاء على الدستور ، أو المعاهدات والاتفاقيات مع البلدان الأجنبية التي تمس السيادة الوطنية ، أو بعض القوانين والمسائل المهمة الأخرى ذات اهتمام كبير لدى الجماهير ، وهذا ما نطلق عليها الديمقراطية شبه المباشرة .
       مع أن للديمقراطية المباشرة عيوب ، إلا أن لها عدة مزايا في الوقت نفسه ، وهي :
1-   إن الديمقراطية المباشرة تجسد السيادة الشعبية المباشرة دون وساطة ممثلين ونواب عن الشعب .
2-   رفع شعور الفرد بقيمته ودوره في المجتمع ، مما يولد لديه حافزاً أكبر لبذل ما هو أفضل للمجتمع .
3- الاستفادة القصوى من طاقات أبناء البلاد ومواهبهم ، إذ أن المشاركة المباشرة تبرز العناصر النشطة وأصحاب الإمكانيات والمواهب .
4- القضاء على الدور السلبي للأحزاب المتسلطة سياسياً وتخليص الفرد من الدعايات الحزبية التي لا تلبي رغبات جميع فئات الشعب .
5- الوصول إلى حقيقة واقع المجتمع وحاجاته عن طريق طرح وجهات النظر ونقل الواقع المعاش من قبل المواطن نفسه لا عن طريق ممثله .
        ومن الناحية التاريخية ، فن الديمقراطية المباشرة كانت معتمدة في بعض المدن اليونانية القديمة المستقلة (دويلات المدن) ولاسيما في المدن التي كانت تتشكل من مجموعات سكانية صغيرة ، فقد كانت المجالس تقام في وسط المدن أو في الساحات العامة ، ويحضرها عامة الشعب لمناقشة قضاياهم المختلفة وبصورة مباشرة ، وكانت أثينا القديمة في فترة ما تطبق هذا النظام ، إذ كان الناس يعقدون بين الحين والآخر مجلسهم في وسط المدينة ، وبحضور ما بين 5-6 آلاف مواطن لمناقشة المسائل العامة المتعلقة بأحوال السكان والمدينة. وفي التاريخ المعاصر ، لا يمكن تطبيق الديمقراطية المباشرة في أية دولة  إلا بصورة جزئية فيما يتعلق بالمسائل الجوهرية ، وحتى في مثل هذه الأمور لا تحقق الديمقراطية المباشرة غايتها الأساسية بشكل كامل ، لان نسبة المشاركة في تلك الممارسات الديمقراطية عادة لا تكون عالية . وهنا لابد لنا أن نذكر أنموذجاً لتلك المحاولات التي لا تتعدى كونها مظهراً صورياً بعيداً عن الواقع والأهداف السامية التي ترمي إليها الديمقراطية المباشرة . مثل الجماهيرية العربية الليبية ، إذ أن النظام فيها يعمد إلى عقد اجتماعات شعبية بوساطة لجان يتم تشكيلها من قبل الحكومة ، ويشترك في تلك الاجتماعات أعداد غفيرة من المواطنين طوعاً أو إرغاماً ، ويتم فيها مناقشة بعض المسائل المعدة سلفاً ، وفي حقيقة الأمر ، أن تلك الاجتماعات ليس لها من الديمقراطية المباشرة سوى المظهر ، وما هي إلا وسيلة للتغطية على النظام الشمولي في تلك البلاد ، الذي تسلم الحكم فيها منذ سنة 1969 وحتى يومنا هذا .ً
       إن زيادة الحجم السكاني ، وتوسع المجتمعات بشكل كبير ، وظهور الدول المستقلة ذات خارطة إدارية واسعة ، استوجب اعتماد نوع آخر من الديمقراطية ، بعد استحالة تطبيق الديمقراطية المباشرة وهي الديمقراطية النيابية (التمثيلية) .