الدكتور نبيل المظفري facebook

لصق الكود

الاثنين، 31 يوليو 2017

الارهاب يطال الكاكائية مرة أخرى

حادثة قرية علوة باشا في داقوق
        مرة أخرى يد الظلام تطال الكاكائية هذه الفئة المسالمة والتي تقف على مسافة واحدة من جميع الطوائف والاديان والمذاهب، وكذلك تحظى بمكانة طيبة لدى جميع المكونات الاجتماعية والسياسية في كل منطقة يقيمون فيها. وتحترم الشعائر والعادات والاعراف للمكونات الاخرى دون تمييز. إلا ان خفافيش الظلام الذين يتحركون في عتمة الليل أبوا إلا أن يعكروا الاجواء بمهاجمتهم لمن لا ينشدون إلا السلام وعيشاً هادئاً في ربوع أرضٍ عشقتها اناملهم قبل قلوبهم، فلم يغادروها وإن غادرتها ارواحهم إلى الدنيا الابدية، فتعلقت اجسادهم بتلك الارض الطيبة وهي تريد ان تكون جزءاً منها.  
في يوم الاربعاء الموافق 26 تموز 2017، وبين الساعة العاشرة والحادية عشر ليلاً، قامت مجموعة من تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) بالتغلغل إلى قرية علوة باشا والتي تعرف بعدة اسماء اخرى ايضا مثل دو سره وشه شة وهي تتبع قضاء داقوق وعلى بعد ثلاثة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من قرية طوبزاوة وتقع في هذه المناطق مجموعة من القرى الكاكائية، وتعد القرية التي وقعت فيها الحادثة اصغرها، إذ لا تتعدى ثلاثة بيوت بعد ان كانت حوالي عشرين اسرة تسكنها، فقد هجرها اهلها لانها تقع على حدود المناطق التي تسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية.
استغلت هذه المجموعة الارهابية التي تسللت إلى القرية نقاط الضعف الكثيرة الموجودة في المنطقة والعامل الجغرافي، والمعرفة التامة للمهاجمين بجغرافية المنطقة كون اغلب عناصر داعش من ابناء المنطقة نفسها، وهم على دراية كاملة بحجم قوات البيشمركة المتواجدة هناك لحماية المنطقة، اذ ان نقاط الرصد والحماية بعيدة عن بعضها البعض والقوة المكلفة لا تغطي تلك الحدود، فضلاً عن الاحراش الكثيرة في الوادي الذي يفصل بين داعش وقوات البيشمركة.
كان المهاجمون يرتدون زي عناصر البيشمركة، لتسهيل عملية الدخول إلى القرية وبالفعل ان هذا الامر أتى أُكله اذا ان السيد حسام الدين نجم الدين ششة وهو هدف العملية اعتقد بانهم من قوات البيشمركة، لاسيما وان بعضا من المهاجمين كانوا كورداً وتحدثوا معه باللغة الكوردية وقالوا له بانهم جاؤوا لوضع كمين في المنطقة، ويبدو ان السيد حسام الدين قد راودته الشكوك حولهم مما ادى إلى مشادة بينهم فالقوا القبض عليه، ثم دخلوا إلى بيته وقتلوا إحدى زوجاته وأحدى بناته، وتمكن البعض من افراد عائلته من الهرب والقي القبض على زوجة أبنه وأحد أبنائه، واخذوهم إلى جهة مجهولة، ومن الجدير بالذكر إن هناك عائلة عربية من عشيرة اللهيب تسكن في القرية نفسها وذلك لرعي الاغنام تم قتل أحدهم وخطف اثنين من أبناء الشخص المقتول، وعادوا من حيث أتوا.
 من المعروف ان السيد حسام الدين قد أصر على البقاء في ارضه وعدم مغادرتها مع عائلته على الرغم من المخاطر التي واجهها ، وكان قد اشتبك هو وعائلته مع داعش اكثر من مرة عندما كانت المسافة الفاصلة بينه وبين داعش حوالي خمسمائة متر فقط، وكان اهالي القرية قد اطمئنوا بعد عمليات قوات البيشمركة في المنطقة في ايلول 2015، واصبحت المسافة حوالي خمسة كيلومترات.

توعد عشيرة الكاكائية عناصر داعش بالانتقام من قتلة السيد حسام الدين وعائلته، وقد اثار غضب الكاكائية خطف النساء والاطفال. وعقد ابناء العشيرة عدة اجتماعات لاتخاذ الوسائل الكفيلة باسترجاع المختطفين. وقد تزامن مع تحركات العشيرة تحرك القوى الامنية الكوردية والبيشمركة للوقوف على تفاصيل العملية ومعرفة الارهابيين الذين نفذوا العملية. وقد افادت المعلومات الاستخبارية من ناحية الرشاد التابعة لقضاء الحويجة. بأن كل من قصي منصور سرحان ونزهان فرج محمد حربي مطلك الجوالي وعباس طه قادوا هذه العملية، ومن المفيد ذكره ان تنظيم الدولة الاسلامية استعرض المختطفين في ناحية الرشاد الأمر الذي أسهم في معرفة عدد من المنفذين. كما توصلت الجهات الامنية إلى معلومات تفيد إلى ان عوائل بعض من الارهابيين يتواجدون في مخيم داقوق للنازحين ومدينة كركوك، مما ادى إلى تحرك سريع لتلك القوات (الاسايش) إلى إلقاء القبض على عوائل الخاطفين، ويبدو ان هدف من وراء ذلك ممارسة الضغط على الخاطفين بعدم الحاق الاذى بالمختطفيين ومن ثم اطلاق سراحهم، ونعتقد ان هناك هدفا آخر وراء هذه العملية وهو امتصاص غضب الشارع الكاكائي للحيلولة دون قيامهم بالانتقام للضحايا والمختطفين وعدم أخذ الامور بُعداً اجتماعيا. وبلغ عدد النساء اللواتي تم اعتقالهن من قبل الجهات الامنية سبع نساء وجميعهن من عائلتي الجوالي وعباس طه.